نام کتاب : روح البيان نویسنده : إسماعيل حقي جلد : 1 صفحه : 128
ويحذركم الله نفسه وقوله اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ فى حق نفسها ولا في حق غيرها بغير الاذن كقوله تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ اى فداء لانه لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى والسعى المشكور ما يكون هاهنا وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ لانهم ما نصروا الحق هاهنا وقد قال الله تعالى إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ خطاب لبنى إسرائيل اى اذكروا وقت تنجيتنا إياكم اى آباءكم فان تنجيتهم تنجية لاعقابهم ومن عادة العرب يقولون قتلنا كم يوم عكاظ اى قتل آباؤنا آباءكم والنجو المكان العالي من الأرض لان من صار اليه يخلص ثم سمى كل فائز ناجيا لخروجه من ضيق الى سعة اى جعلنا آباءكم بمكان حريز ورفعناكم عن الأذى مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ واتباعه واهل دينه وفرعون لقب من ملك العمالقة ككسرى لملك الفرس وقيصر لملك الروم وخاقان لملك الترك والنجاشي للحبشة وتبع لاهل اليمن والعمالقة الجبابرة وهم أولاد عمليق بن لاود بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام سكان الشام منهم سموا بالجبابرة وملوك مصر منهم سموا بالفراعنة ولعتوه اشتق منه تفرعن الرجل إذا عتا وتمرد فليس المراد الاستغراق بل الذين كانوا بمصر وفرعون موسى هو الوليد بن مصعب ابن الريان وكان من القبط وعمر اكثر من اربعمائة سنة وقيل انه كان عطارا اصفهانيا ركبته الديون فافلس فاضطر الى الخروج فلحق بالشام فلم يتيسر له المقام فدخل مصر فرأى فى ظاهرها حملا من البطيخ بدرهم وفي سوقها بطيخة بدرهم فقال في نفسه ان تيسر لى أداء الديون فهذا طريقه فخرج الى السواد فاشترى حملا بدرهم فتوجه به الى السوق فكل من لقيه من المكاسين اى العشارين أخذ بطيخة فدخل البلد وما معه الا بطيخة فباعها بدرهم ومضى بوجهه ورأى اهل البلد متروكين سدى لا يتعاطى أحد سياستهم وكان قد وقع بها وباء عظيم فتوجه نحو المقابر فرأى ميتا يدفن فتعرض لاوليائه فقال انا أمين المقابر فلا أدعكم تدفنونه حتى تعطونى خمسة دراهم فدفعوها اليه ومضى لآخر وآخر حتى جمع في مقدار ثلاثة أشهر ما لا عظيما ولم يتعرض له أحد قط الى ان تعرض يوما لاولياء ميت فطلب منهم ما كان يطلب من غيرهم فابوا ذلك فقالوا من نصبك هذا المنصب فذهبوا به الى فرعون اى الى ملك المدينة فقال من أنت ومن أقامك بهذا المقام قال لم يقمنى أحد وانما فعلت ما فعلت ليحضرنى أحد الى مجلسك فانبهك على اختلال حال قومك وقد جمعت بهذا الطريق هذا المقدار من المال فاحضره ودفعه الى فرعون فقال ولنى أمورك ترنى أمينا كافيا فولاه إياها فسار بهم سيرة حسنة فانتظمت مصالح العسكر واستقامت احوال الرعية ولبث فيهم دهرا طويلا وترامى امره في العدل والصلاح فلما مات فرعون أقاموه مقامه فكان من امره ما كان وكان فرعون يوسف عليه السلام ريان وبينهما اكثر من اربعمائة سنة يَسُومُونَكُمْ اى يبغونكم سُوءَ الْعَذابِ واقبحه بالنسبة الى سائره ويريدونكم عليه ويكلفونكم الأعمال الشاقة ويذيقونكم ويديمون عليكم ذلك من سام السلعة إذا طلبها والسوم بمعنى البغاء وبغى يتعدى الى مفعولين بلا واسطة فلذلك كان سوء العذاب منصوبا على المفعولية ليسومونكم
نام کتاب : روح البيان نویسنده : إسماعيل حقي جلد : 1 صفحه : 128